بات الدوري السعودي لكرة القدم على صفيح ساخن، وذلك قبل أسبوعان من نهاية المسابقة المحلية السعودية. فالإتحاد والهلال يتعادلان في عدد النقاط بمجموع 61 نقطة لكل فريق، مع وجود تقارب شديد في عدد الأهداف المُسجلة والمُستقبلة لكلا الناديان. فالجماهير في السعودية بل وإنحاء الوطن العربي كله في حالة كبيرة من الترقب لمعرفة الفائز بأهم مسابقة رياضية سعودية هذا العام.
أحدث التوقعات الخاصة بالدوري السعودي
قبل جولتين من نهاية الدوري السعودي للمحترفين، أصبح نادي الاتحاد على بعد ثلاثة نقاط فقط من أجل حسم لقب الدوري. فكل ما يحتاجه الفريق هو الفوز في مباراة واحدة فقط من المبارتان المتبقيتان للفريق. فنادي الاتحاد لديه 66 نقطة فيما يمتلك النصر 63 نقطة فقط، كما يمتلك نادي الاتحاد ميزة التفوق في المواجهات المباشرة بين الناديين؛ مما يجعل الحصول على ثلاثة نقاط فقط كافي من أجل حسم لقب الدوري السعودي للمحترفين.
في الجولة التاسعة والعشرون والثلاثون، سوف يلعب كل المتنافسين مبارتنان في المتناول إلى حد كبير، فالنصر سوف يواجه كل من الاتفاق والفتح، وسيلعب الاتحاد أمام الفيحاء والطائي على الترتيب. ففي حال لم تحدث مفاجأت فسوف يتمكن كلاهم من الفوز في المباراتين ومن ثم تتويج الاتحاد باللقب. ففرصة النصر الوحيدة تكمن في عدم فوز الاتحاد بالمبارتين، فتحقيق التعادل في المبارتين هو أقصى شيء يجعل الدوري من نصيب النصر، أما أي فوز للاتحاد فسوف يجلب لهم البطولة. لذلك من الواضح أن الاتحاد أصبح قاب قوسين أو أدنى من حسم البطولة لصالحه.
الدوري العربي الأقوى
يتفق جميع الخبراء الرياضيين أن الدوري السعودي لكرة القدم هو أحد أقوى الدوريات الإحترافية في الوقت الحالي،
فهو ثاني أقوى دوري في القارة الآسيوية خلف الدوري الصيني، وهو بدون شك الأقوى في منطقة الخليج والشرق الأوسط. فالدوري السعودي يحظى بمتاعبة كبيرة في الوطن العربي من المحيط إلى الخليج. فالمشجع العربي يحب مشاهدة جميع مباريات الدوري السعودي والمراهنة على نتائج المباريات ايضاً، حيث تحظى المراهنات الرياضية المرتبطة بالدوري السعودي بشعبية متزايدة يوماً بعد يوم. مع تزايد أهتمام الشعب السعودي بكرة القدم، حرصت الحكومة السعودية على تطوير اللعبة في السعودية بشكل عام والدوري المحلي بشكل خاص. فاليوم يمكننا أن نرى بأعيننا الشكل المشرف الذي تظهر عليه كرة القدم السعودية والدوري السعودي، والذي أصبح يستقطب أفضل المدربين واللاعبين العالميين له. فاليوم تشهد الكرة في السعودية إنتفاح كبير جداً على الأحتراف، فالدوري السعودي به العشرات من اللاعبيين المحترفيين الذين ساهموا بطبيعة الحال من زيادة قوة الدوري المحلي، ورفع كفاءة اللاعب السعودي أيضاً.
تاريخ دوري السعودي لكرة القدم
يرجع تاريخ بداية نظام دوري في المملكة العربية السعودية لعام 1951، حيث كانت البطولة تُلعب بنظام المغلوب؛ فقد فاز وقتها فريق الاتحاد بلقب البطولة والتي كانت اسمها كأس الأمير عبد الله الفيصل بن عبد العزيز آل سعود.
بحلول عام 1976، تم إنشاء أول دوري يلعب بنظام النقاط، أي يحصل على اللقب الفريق الحاصل على أعلى مجموع من النقاط. اشترك في هذا الدوري ثمانية أندية؛ ليحصل نادي الهلال على لقب البطولة.
ببداية موسم 1991 تغير شكل مسابقة الدوري وذلك بإدخال نظام المربع الذهبي، وهو ببساطة أن يلعب أصحاب الأربعة مراكز الأولى مباريات خروج المبلغ، فيلعب المركز الأول مع المركز الثالث، والمركز الثاني مع المركز الرابع، ليتأهل فريقان للمبارارة النهائية من أجل الظفر بلقب البطولة لعُبت البطولة بهذا الشكل حتى عام 2007 تحت إسم بطولة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين.
بدأ الشكل الحالي للبطولة مع موسم 2007 / 2008، خلاله تحولت بطولة الدوري السعودي لبطولة إحترافية بنسبة مئة بالمئة.
من يحسم لقب الدوري
بدأ نادي الهلال حامل لقب الدوري السعودية بداية هزيلة في منافسات الدوري السعودي، وأستغل نادي الاتحاد هذا التعثر بتصدر لقب الدوري السعودي بفارق كبير من النقاط عن أقرب المنافسين، حتى أن البعض ظن أن الدوري عاد للاتحاد بعد غياب دام لسنوات كثيرة. لكن الساحرة المستديرة تظل على حالها من الصعب توقع نتائجها بسبب مفاجئتها التي لم ولن تنتهي، ففي أخر الأسابيع أنقلب حال الدوري السعودي رأسا على عقب، فخسر الاتحاد عدد من النقاط، كان أخرهم أمام المنافس المباشر في مباراة القمة في الدوري السعودي أمام الهلال بثلاثية مقابل هدف، تلاها خسارة مفاجأة أمام نادي الطائي بهدف مقابل لا شيء. بهذه النتائج المخيبة للاتحاد، تساوى الفريقان في النقاط، مع تبقى مباراتان لكل نادي. فالاتحاد سوف يواجه كل من الاتفاق والباطن، في حين يواجه الهلال الفتح والفيصلي؛ فكلا المباراتان لكل فريق سوف يتم من خلالهما حسم اللقب الهام.
عوامل فوز الهلال
تثق جماهير نادي الهلال في قدرة لاعبيه على الاحتفاظ بدرع الدوري داخل جدران النادي، فالفريق يمتلك عقلية مميزة وقدرات نفسية كبيرة في مثل هذه الأوقات الصعبة من الموسم، قادرة على قيادة الفريق بثبات نحو لقب الدوري. فالفريق المتمرس في حصد الألقاب وأخرهم لقب الدوري السعودي ودوري أبطال آسيا، لديه ما يكفيه من خبرات لاستكمال الانتفاضة نحو لقب الدوري السعودي. بالطبع يدعم هذا قائمة مميزة من اللاعبين الرائعين على رأسهم سالم الدوسري وإيجالو وباقي نجوم الفريق.
عوامل فوز الاتحاد
يأتي على رأس العوامل المحفزة لنادي الاتحاد هو العطش الكبير لكل من الإدارة واللاعبين والجماهير لحد الألقاب، فعميد كرة القدم السعودية لم يحقق لقب الدوري منذ عام 2009. على الناحية الأخرى تعتبر المواجهتان لفريق الاتحاد أقل صعوبة من مواجهتي نادي الهلال، إذ سوف يكون أمام الاتحاد الفرص الأكبر لحسم اللقب إذا ما نظرنا بلغة الترتيب والأرقام. كما لا ننسى امتلاك الفريق لكوكبة من النجوم أمثال عبد الرزاق حمد الله ورومارينيو وأحمد حجازي، وغيرهم من اللاعبين المميزين.
القنوات الناقلة للدوري السعودي
مما لا شك فيه أن المباريات القادمة في الدوري السعودي سوف تكون في قمة الأثارة، فحسم لقب الدوري أصبح مُعلق لأخر مباراة في الدوري بسبب تنافس الاتحاد والهلال، هذا بالإضافة إلى التنافس الكبير على مقاعد البقاء في الدوري السعودي، فهناك فرق عريقة أمثال أهلي جدة والتعاون معرضان للذهاب إلى دوري الدرجة الثانية السعودي. لذلك أحرص على إلا تفوت كل هذه المتعة والأثارة والتي تقدمها مجموعة قنوات أس أس سي SSC لكل جمهور الوطن العربي. من جهة أخرى يمكن متابعة المباريات على البث المباشر على الإنترنت على الخوادم المختلفة أمثال بين ماتش Beinmatch وغيرهم من مواقع البث الرياضي المباشر.
كيف استفاد المنتخب السعودي من الدوري السعودي
يتابع الجميع المنتخب السعودي لكرة القدم تحت قيادة هيرفي رينار، والذي تمكن من الوصول لكأس العالم 2022 بقطر، بعدما تمكن من تصدر مجموعته بفارق ليس بقليل عن أقرب مُنافسيه. يتساءل الكثيرون حول قوة المنتخب السعودي والتي جعلته متواجد في أخر نسختان من كأس العالم بدون أن يشكل هذا تحدي على الجيل الحالي من اللاعبين.
لابد أن ندرك هنا أن أحد أهم العوامل التي جعلت المنتخب السعودي منتخب يخشاه جميع منتخبات آسيا هو قوة الدوري السعودي المحلي، والذي يساهم بشكل كبير في رفع مستويات اللاعبين السعوديين بسبب الاحتكاك باللاعبين المحترفين الذين يتواجدون داخل كل فريق في الدوري السعودي الممتاز. فقد أصبحت قوة المسابقة السعودية للاعبين أصحاب المواهب الحقيقة فقط، بل والقادرين منهم على تنمية مواهبهم والعمل الجاد من أجل الوصول إلى أفضل المستويات؛ كل هذا كان له الأثر الإيجابي على المنتخب السعودي.